«أنْـقَـصْــتَ عامَنا الـجديـد موسِـمَا » قصيدة للشاعر عبد الستار سليم

الشاعر عبد الستار سليم
الشاعر عبد الستار سليم

 

  يا سَـيّدى ..

 يا مالِك البحورِ والبُرورِ

والسمَا

انقصْتَ عامَنا الجديد

موسِمَا

نشرْتَ فوقنا سحابةً سَـوداءْ

لتحـجُبَ الضياءْ

وتضـمَن لِعَرْشِك الولاءْ

يا سيّدى .. يا سيّدَ المدَى

ما دُمْت قد صِرْتَ الوحيدَ

 السيّدَا

وَعَدْتنا - بما وعدتَ -

إنّما

أخلفْت فينا الموعِدَا

يا سيّدى ..

أدّبْــتَنَا

هذّبْــتَنا

جعلْتنا نرى - فى الظُّـهْر -

الأنجُمَا

ذكّرْتـنـا

أنّا  نسِينا أنْ

يذُودَ سيْفُنا عن الـحِـمَى

فظلّ- فينا - جرحُنا

يُعانى منه 

دَرْبُنا ، وخُبزُنا ، و مِلْحُنا

يا سيّدى ..

وصُبْحُنا 

ما بالُهُ فى

 ظُلمَة الليل ارتَمَـى؟!

حَرقْتَه - يا سيّدى - أم أنّهُ

مِن غيْظِه تفـحّمَا

……

يا سيّدى ..

جرَحْت وجهَ شمسِنا

أغرقْتنا   فى   يَأْسِنا

رَميْــتنا  خلف جدار حبْسِنا

يا سيْدى ..

إن كنت جئتَ كى تقتصّ

مِـن " ذُبيانِـنَا" و " عَـبْـسِـنَا"

فإنّنا رأيْنا ما ترَى

ولن ترَى - فى الحىّ-

" شَيْبُوبَ " الفتى ،

 ولا أخاه "عَـنْــتَرَا"

و هذه ديارُنا مهيضةَ

الجناحْ

وهذه أكُفّـنا 

قد ألقت السلاحْ

وهذه نساؤنا 

سباؤها مباحْ

……

يا سَيّدى ..

نحن نُـقِرّ أنه  بِحُمـقِنا

جوارح الطير استباحت كلَّ

ما فى أُفقِنَا

وأنّه بِـمَـلْـكِـنَا

سِـكّـيــنُنَا  شقت جدار حَلْقِنا

فسال ما تبقَّى من دمٍ

فى عِـرقِـنَا

ولم يَعُـدْ مِـن حَقّـنا

أنْ نُـعـلِنَ الأسَـى ، أو نذرف

الدّموع

أو أن نقول " إنّ فى العراقِ

جوع "

يا سيّدى فجأْتَنَـا

فلم نكن نعلم أنّك الجلّادْ

وأنّ كَـفَّـك  التى فى " القُدس"

أُختُها التى تعيــث فى

 " بغدادْ"

يا سيّدى

 يا مالِكَ

 البلادِ والعبادْ

يا سَـيّد الأشرار  - فى الورَى-

لا كنتَ سَـيِّدَا

يا قاتل  الشيـــوخ والصغــار

والنّـهــار 

والـمَـدَى

يا مطفــئ الشموسْ

 يا قاطِــع الـــرؤوسْ

يا باعــث الحروب والكروب

 والغروب

 والـضّـــنَى

اصنعْ - بنا - ما شِيتْ

مُن صنيعْ

فمُنذُ شاخ بأسُنا

وأُترِعت - بكل ذُلّ - كأسُنا

واستمرأ ملوكُـنا 

الخنوع والرقادْ

ما كان لِلسّـبِيِّ أن يحتجّ

إن أرادْ 

فافتحْ  بنا - يا سيّدى - وقائعَ

المــزاد